( الحُب ) الجنّةُ الضائعة !
" الحُب " في جوهره نعيم الطبيعة البشرية و موهبة من الله عز وجل .و لكنه ضد التركيبة الثقافية و أشدد
على التركيبة الثقافية,فالذي يتعامل مع الحُب يتعامل مع موهبة و مَلَكة و ليس صنعة و حرفة .و الحب خارق
في مضمونه رغم إيماننا العميق بأنه مشاعر مغتصبة من مُخيّلة الكون . لا أحد يستطيع أن يغيّر من قدسيّة
هوى القلب و لكنه من المتفق عليه أن يفترق الأحبّة. و الأيام كفيلة بذلك!
إن من خصوصية العاشق, الخروج عن زمن البشرية فليست اللحظة هي تلك اللحظة التي كان يعيشها قبل
الحب و بعده .و يكفي أن ترَى من تحب أجمل ما في الكون و بهذا تكون قد حصلت على الأسمى . فالمعنى
يتطلب حالة هيجان شديدة في المشاعر .و نهم في الأخذ و ولادات جديدة لكل إيماءة و همسة .
و ما أن يفتر الحب حتى تتبلد الروح و تسقط النفس من برجها العاجي و تذبل.
و السؤال الساذج الذي يطرح نفسه و ربما يروق لبعض الدارسين في علوم النفس أو العاطلين عن الحب
بتهمة التبلد الحسي و هو :
ما ذا لو كان الحب مجرد فكرة مسيطرة على عقل الإنسان و قلبه؟! و ماذا لو كان
هناك من يستطيع التحكم بهما ؟! و كل ما أملكه هو تعليق مقتضب على صيغة سؤال بقولي : ( أهو إنسان
فعلا؟! ) أشك في ذلك! .
للحب قيّم أدبية مشروط بها .و هو في نظري ( ذروة الجمال ) و ( شهيّة الحياة ) .و إذ كُنتَ لا تملك شيئا من
حطام الدنيا فأنت غنيّ بهذا الحب, و إن كنت تملك صولجان المُلك و بلا حب فأنت تعس بقدر ما تدفن وحيدا في
يوم ما .فعليك بتجربة الحب فيما لو كانت لديك الجرأة و المَلَكة و الموهبة !
الكثير منا ليس له شريك في عاطفته و لكنه يعيش على فتات هذا الأمل ـ إمّا قصة انتهت و إما قصة يعتقد بأنها
ستبدأ في يوم ما ...و لكن الشائع في الأمر بأن الجميع يعتقد بأنه مُحب رغم أن الإثارة الجنسية و الجمالية
وحدهما لا تكفيان فهما سرعان ما تنطفئا إن خلتا من مسحوق الحب السحري .أمّا الذين يكفرون بالحب فهم
بين مُحبط و بين متبلد حس . لا ثالث لهما